الشر والشرير Secrets

مناشدة حكومية لدعم مراكز إيواء النازحين من الحرب بولاية الجزيرة

فالطفل ـ مثلاً ـ يرى اللعبة في المتجر، أو في يد طفل آخر، فينفعل فيه من الغرائز ـ بمجرد الرؤية ـ ما يجعله يهجم أو يتقدم لأخذها، أو انتزاعها من يد صاحبها.

أن الذين ينطقون ولكنهم لا ينطقون بالكلمة التي تنفع الناس , بل كلامهم هجو ولغو , ولذلك عبّر الله سبحانه وتعالى عنهم بأنهم الصم البكم , والأصم هو الذي لايسمع والأبكم هو الذي لا ينطق لأن معنى أن تكون سميعا هو أن تعرف قيمة سمعك فيما يتصل بإنتاج الحياة من خلال ما تسمع.

الخير مقدم علی الشر کما قلتم ولکن نفس الإنسان خلقت أمارة بالسوء کما ذکر في القرآن العظيم. أيضاً ربنا سبحانه وتعالی يقول في شأنها: ونفس وما سواها.

الفساد شر ولا خير؟ اه؟ شر؟ الفساد شر؟ ما في شك. طيب، سببه الإنسان، الغاية منه لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ .

وعن “الحقيقة” التي هي في جوهرها الأعم درجات تفضي الي اليقين.. كعلم، وحق، وعين، يقول “الحلاج” في “طواسينه” البديعة:

  نخله غضـــــة الأفــــنان باســــــقـــــة قالت لأترابـــهــــا والصـــــيف يحتضر بئس القضاء الذي في الأرض أوجدني عندي الجمــال وغيري عنده النــــــظــر لأحبســــن على نفســـــي عوارفــهــــا فــــلا يبين لـــهـــا في غيرهــــا أثـــــــر لذي الجــناح وذي الأظفــار بي وطـر وليــس في العيـش لي فيما أرى وطــــــر أني مفصـــــــلة ظلي على جســــــدي فلا يكـون به طـــــــــول ولا قصــــــــــر ولســـــت مثـــمـــرة ألا على ثقــــــــة أن ليس يطرقني طــــــير ولا بشــــــــــر عاد الربيـــــــع إلى الدنيا بمــــــوكبــــه فأزينت واكتســـــت بالســـندس الشـــجـر وظلت النخله الحمـــــــقاء عـــــــاريةً كــأنهــا وتـــد في الأرض أو حــــجــــــــــر ولم يطــق صــاحـــب البســـــتان رؤيتها فاجتثهــــا، فهوت في النار تســـــتعـــــر من ليـــس يســـخو بما تســـخو الحـياة به فإنه جاهل بالــــحــــرص ينتــــــــحـــر

. ثم نفخ الله تعالى من روحه سراً غير الروح الذي تحيا به الأبدان.

قَالَ: «نَعَمْ وفيهِ دَخَنٌ» قُلْتُ: وَمَا دَخَنُهً? فقَالَ:قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدييِ يُعْرَف منهُمُ ويُنْكَرُ...

الإيمان بالقدر خيره وشره هل يتضمن الإيمان بكل مقدور؟ مهو من حيث، ليس من حيث أن الله قدره ولكن من حيث الرضا به؟ لا، المقدور ينقسم إلى كوني وإلى شرعي:

إذًا فالخير - من نظر الإسلام - هو أصل الإنسان، وفطرته التي فطر عليها، إلا أنه ضعيف حينًا، متردِّد حينًا آخر، يدور حوله الشيطان، يتوعده نقطة الخير في الشر ويتهدَّده بالغَواية، فإن تبعه فقد تردى إلى أسفل سافلين، أما من استعصى عليه، فله أجر غير ممنون، ومِن ثَمَّ كان من الطبيعي أن تسبق الإشارةُ إلى الخير، الإشارة إلى الشر، والبُشرى بالجنة، الإنذار بالنار، وثواب الصالحين المُحسنين، عقاب الكافرين المُذنِبين لسبب مهمٍّ: إنَّ القرآن لو افترض أن الشر أصل الإنسان وفطرته التي فطر عليها، لكانت الدعوة إلى الدِّين من العبث؛

شأنهم وشعورهم لأول وهلة، كحال وشعور أبوي الغلام القتيل بلا ذنب جناه، وشأنهم شأن أرباب السفينة التي خرقها بين أيديهم رجلا أسدوا له جميلا، قابل إحسانهم باتلاف مركبهم الوحيد، قبل ان يترجل عنه.

فإذا اشتركت الأعين التي في الصدور مع الأعين العادية ،في رؤية الكائنات، استطاع الإنسان أن يدرك روائع العبر، وحقائق الصفات، وحينئذ تنفعل غرائز  الحس بمشاهدة العين العادية ـ وتكون انفعالاتها عبارة عن وجدانات قدسية مشبوبة بصفات الحق، كلها شوق، ورغبة في تحقيق ذاتها مثلاً، وصوراً في واقع الحياة.

وتلك الصفات هي لباب الخير، وحياة حقيقة الإنسان على ما قدمنا... و بها تنقدح انفعالات في أعماق الباطن، لا في ظاهر الحس، وغرائز السطح.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *